• ×
الجمعة 26 أبريل 2024

جيش الموحدين الدروز" وقصة "العلم الثالث"

جيش الموحدين الدروز" وقصة "العلم الثالث"
بواسطة admin 11-24-2013 06:59 مساءً 1.6K زيارات
 تحكي صفحة على "فيسبوك" عما يسمى "جيش الموحدين"، وتشير الصور والبوستات والتعليقات إلى أنه جيش يساند النظام السوري، ويدعي محاربة "الإرهابيين" وجبهة النصرة.

عدد من النشطاء أكدوا أنه تنظيم مسلح يتوزع على مجموعات صغيرة، مدعومة من جيش النظام، تنشط في السويداء والمناطق المحيطة بها، بالإضافة لنشاط واضح له بين صفوف قوات النظام العسكرية والأمنية.

وكشف النشطاء أن أكثر العلامات التي تميزهم، تلوين مخزن "الكلاشنكوف" بالألوان الــالأبيض والأزرق والأصفر والأحمر والأخضر"، وهي الألوان التي تكون علم "جيش الموحدين" وهو ما أكده مقطع فيديو.
ويُظهر المقطع مجموعة تعلن استعداد "جيش الموحدين" لما أسمته "صد أي عدوان على السويداء، ولم تخفِ تهديدها لثوار درعا بلهجة تحدٍّ.
كما تتضمن الصفحة المخصصة لهذا التشكيل على "فيسبوك" عبارات لا تخلو من التشبيح والكلام البذيء بحق المعارضين للنظام، وبلهجة تتحدى وتدعي البطولات والأمجاد.

كما يدّعي "جيش الموحدين" على صفحته تلك بأنه يتحدث باسم أهل جبل العرب وبني معروف كلهم، مع أن الحقيقة غير ذلك، بدليل مناهضة عائلة أشهر شخصية في الجبل للنظام، والحديث هنا عن قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، فضلا عن العديد من الشخصيات المعارضة الشهيرة التي تتحدر من تلك المنطقة.

إضافة إلى ذلك لا يمكن إنكار وجود قطاع واسع من منطقة الجبل ومنها محافظة السويداء التي استقبلت نازحين من المناطق الثائرة، في دليل على التعاطف مع الثورة.

كما أن هناك شريحة واسعة من أهالي الجبل لا تزال على الحياد، غير منحازة لأي من الطرفين، لأسباب يُرجعها الكثيرون إلى خوف من التصفية أو الاعتقال على يد قوات الأسد وشبيحته.

ويأتي الحديث عن "جيش الموحدين" بعد أيام من قرار النظام السوري بتعويض كل شبيح قتيل من أبناء المنطقة برأسي ماعز جبلي!
ونشر باحث سوري مقيم في بريطانيا بحثاً يتناول في "تنامي الميليشيات الدرزية" في سوريا الداعمة للنظام مؤكداً أن الطائفة الدرزية ككل لا تزال مرتبطة بالنظام، سواء في حقيقية المشاعر المؤيدة للأسد أو المؤمنة بأنه النظام الحامي الوحيد والفعلي لها، وليس من المرجح رؤية تحول عميق في خيار الطائفة الموالي للأسد في المستقبل القريب.

أيمن جواد التميمي، الباحث والطالب في جامعة اوكسفورد البريطانية وابن مدينة السويداء، وفي ورقة بحثية نشرها موقع (Syria Comment) قال إنه من الخطأ اعتبار كل من حمل السلاح من طائفة الموحدين الدروز هم بالضرورة موالون لنظام الأسد.

ودحض التميمي مزاعم النزعة الانفصالية لدى الدروز؛ إذ لا يوجد ما يدعم ذلك حسب زعمه رغم تصريحات أحد قادة المجموعات المسلحة الدرزية المدعو حسين إبش الذي قال إن الميليشيات الدرزية لم تعد تعمل مع القوات النظامية وبدأت تأخذ منحىً استقلاليا يتزايد يوما بعد يوم. الأمور تجري على النقيض من تصريحات الإبش، حيث شدد الباحث على التأييد الكبير لبشار الأسد لاسيما من قبل "الميليشيا الدرزية الأقوى والتي تسمى "جيش الموحدين" وما يتبعها من كتائب وفصائل التي تقاتل تحت إلى جانب قوات الأسد وسط ارتفاع ملحوظ لعدد القتلى الدروز وسط الجيش النظامي أو من الميليشيات والذي يعود لثلاثة أسباب بحسب الباحث، الأول أن معظم من حمل السلاح من الدروز حمله للقتال بجانب الأسد. والثاني أن هناك روابط قوية بين المقاتلين الدروز والجيش النظامي خصوصا تحت ستار لجان الحماية الشعبية. والثالث يكمن، حسب الكاتب، حول فرضية الاستقلال الذاتي التي تدفع المقاتلين الدروز على إظهار روابط الولاء للنظام والأمة السورية.

هل يمكن تغيير كل هذا؟ يقول الباحث نعم. قد يحدث فقدان للرغبة بدعم النظام، على سبيل المثال، إذا تقهقرت قوات النظام على أرض المعركة وانسحبت بشكل كبير من محافظتي السويداء ودرعاً.

ولكن هذه الفرضية في الوقت الراهن عير محققة على أرض المعركة.

أمر آخر قد يدفع المقاتلين الدروز للانقلاب على الأسد هو إجبارهم على الخروج من أراضيهم لضرب مواقع للثوار-بمعنى آخر تحويل أراضيهم لساحة معركة ضد الثوار- وهذا احتمال آخر يبدو بعيداً.

وشدد الباحث على قدم المساواة دحض فكرة الدولة الدرزية التي تروج لها مؤخرا بعض دوائر الصحافة الإسرائيلية في حال تم تقسيم سوريا وتركيزها على مواءمة ذلك مع إسرائيل لاسيما من خلال المسألة الاقتصادية ودعم "الدولة الدرزية".

وأكد التميمي في دراسته إن دروز سوريا يجمعهم مع معظم الشعب السوري ومن بينهم العلويين والمسيحيين وجود كراهية متأصلة لإسرائيل، مشيرا إلى أن "جيش الموحدين" يسلط الضوء دوما على قضية "الجولان المحتل".