• ×
الأربعاء 15 مايو 2024

الجيش السوري يحقق مكاسب عشية الذكرى السنوية الاولى للانتفاضة

الجيش السوري يحقق مكاسب عشية الذكرى السنوية الاولى للانتفاضة
بواسطة admin 03-15-2012 12:24 صباحاً 799 زيارات
رويترز حققت القوات الموالية للرئيس بشار الاسد مكاسب ميدانية في مدينتي درعا وادلب المضطربتين يوم الاربعاء وكثفت جهودها لسحق الانتفاضة عشية الذكرى السنوية الاولى لاندلاعها في الوقت الذي لم تظهر أي تسوية تفاوضية لها في الافق.

وقال مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان انه تلقى ردا من دمشق على اقتراحات السلام التي قدمها مطلع الاسبوع وانه يريد المزيد من الايضاحات.

وقال المتحدث باسمه أحمد فوزي في بيان من جنيف "في ظل الوضع الخطير والمأساوي هناك على الجميع أن يدرك أن الوقت غال. كما قال (عنان) في المنطقة.. لا يمكن السماح باستمرار هذه الازمة". ومن المقرر أن يقدم عنان لمجلس الامن التابع للامم المتحدة افادة بهذا الشأن يوم الجمعة.

ومع حلول الذكرى السنوية الاولى للانتفاضة يوم الخميس (15 مارس اذار) وعدم فاعلية الجهود الدبلوماسية لوقف العنف حتى الان أصبح للجيش السوري فيما يبدو اليد العليا في الصراع.

واجتاح الجيش بعض معاقل المعارضة وشن هجمات متكررة على مواقع أخرى هذا الاسبوع وطرد المتمردين من مدينة ادلب بشمال غرب البلاد ودفع بتعزيزات تصل الى 130 دبابة ومدرعة الى مدينة درعا الجنوبية.

وقال أحد سكان المدينة الذي اعطى اسمه على انه محمد خوفا من الانتقام "انهم يضربون مهد ثورتنا". وتقع المدينة قرب الحدود مع الاردن وكانت قد شهدت أول احتجاجات ضد الاسد قبل عام.

واضاف "المنازل تتعرض لقصف عشوائي بنيران الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للطائرات."

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان عدد القتلى في درعا يوم الاربعاء بلغ 13 مدنيا وسبعة متمردين.

وقالت وزارة الخارجية التركية يوم الاربعاء انها تعمل للوصول الى معلومات بشأن صحفيين تركيين اختفيا في سوريا قبل أسبوع بعد سفرهما الى مدينة ادلب.

وتقول الامم المتحدة ان قوات الاسد قتلت أكثر من ثمانية الاف شخص خلال الانتفاضة غالبيتهم من المدنيين.

وندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالاسد ووصفه بانه "قاتل" يوم الاربعاء لكنه استبعد أي احتمال لتدخل فرنسا عسكريا في سوريا مثلما فعلت في ليبيا.

وحذر دبلوماسيون من أن سوريا التي تشهد انقسامات طائفية من الممكن أن تنزلق الى حرب أهلية تشبه حرب البلقان اذا لم يتم التوصل الى حل سياسي. ويشهد اقتصادها تدهورا بالفعل كما ساءت علاقاتها بالدول العربية.

واتهم الاعلام السوري الرسمي "مجموعات مسلحة" بذبح 15 مدنيا منهم أطفال صغار في حي مؤيد للحكومة بمدينة حمص في وسط البلاد التي تمثل محور أغلب القتال في الاسابيع القليلة الماضية.

ويصعب التحقق من تقارير السلطات ونشطاء المعارضة نظرا للقيود التي تفرضها دمشق على وسائل الاعلام ورفضها المتكرر دخول صحفيين وجماعات مدافعة عن حقوق الانسان.

وقدم عنان للاسد خطة من خمس نقاط بما في ذلك مطلب بالوقف الفوري لاطلاق النار واجراء حوار مع المعارضة خلال محادثات يومي السبت والاحد. وقال مصدر دبلوماسي من الشرق الاوسط ان السوريين طلبوا المزيد من التفاصيل.

لكن دبلوماسيا غربيا بارزا في المنطقة قال لرويترز ان دمشق رفضت اقتراحات عنان الامر الذي يزيد من غموض الموقف.

ومع تقدم حملة الجيش يسعى عدد متزايد من السوريين الى النجاة من العنف.

وقال مسؤول في الامم المتحدة ان أكثر من ثمانية الاف شخص قتلوا خلال الانتفاضة وقالت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين امس الثلاثاء ان نحو 230 ألف سوري فروا من ديارهم خلال العام المنصرم منهم نحو 30 ألفا غادروا البلاد.

وعبر لاجئون الى تركيا في وقت مبكر اليوم قائلين انهم تلقوا تحذيرات من أن قوات الاسد ستستهدف قراهم في محافظة ادلب خلال الساعات القادمة.

وقال عبد الصمد أحد اللاجئين "انهم يقصفون ادلب. انهم يقصفون المدينة. لديهم دبابات وصواريخ."

وقال مصدر دبلوماسي غربي لرويترز ان الاسد قد يتمكن من القضاء على جيوب المقاومة لكن المعارضين يتراجعون ويختلطون بالسكان.

واضاف المصدر "أشعر بأن الصراع سيستمر لفترة طويلة وأخشى ان يصبح أشد دموية عما هو عليه الان. هذا يفسر لماذا يتعين علينا مواصلة الجهود الدبلوماسية والعقوبات."

ولم يتلق المتمردون مساعدة تذكر من المعارضة السورية في المنفى متمثلة في المجلس الوطني السوري الذي لم يبرهن بعد للقوى الغربية على أنه قادر على قيادة وتوحيد خصوم الاسد داخل البلاد وخارجها.

واستقال ثلاثة اعضاء بارزين من المجلس أمس الثلاثاء قائلين انهم يئسوا من محاولة جعل جماعة المعارضة السياسية الرئيسية في الخارج لاعبا أكثر فاعلية في الانتفاضة ضد حكم الاسد.

وقال الشيخ نواف البشير العضو البارز بالمجلس الوطني السوري للصحفيين يوم الاربعاء ان المجلس ليس له فاعلية على المستوى الدولي أو المحلي داعيا الى اعادة هيكلة المجلس المؤلف من 270 شخصا.

ووقع الحادث الذي تحدثت عنه وسائل الاعلام الحكومية في حمص في حي تسكنه أغلبية علوية. وتبادل مقاتلو المعارضة والحكومة الاتهامات يوم الاحد في قتل ما يصل الى 50 شخصا في منطقة تضم مزيجا طائفيا في المدينة.

وكبدت الانتفاضة الى جانب العقوبات الغربية دمشق مليارات الدولارات من الايرادات التي خسرتها من مبيعات النفط الخام والسياحة. وتراجعت قيمة الليرة السورية الى النصف كما نضبت الاستثمارات الاجنبية وانهارت التجارة.

لكن ليس هناك مؤشر يذكر على أن عائلة الاسد وحلفاءها بدأت تفقد قبضتها على السلطة أو وجود انشقاقات كبيرة عن الحكومة أو الجيش.

وفي حين أن قوى غربية وأغلب الدول العربية انتقدت القمع الذي يمارسه الاسد تمكنت سوريا من الاعتماد على دعم كل من روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) مرتين ضد قرارين كانا سينتقدان دمشق.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقريرها انه يجب احالة سوريا الى الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية. لكن مجلس الامن الدولي الذي ما زال منقسما هو وحده الذي يمكنه اتخاذ هذه الخطوة.

وتابعت المنظمة "الشهادة الواردة في هذا التقرير... هي دليل اخر على أن التعذيب وغيره من أشكال اساءة المعاملة في سوريا يمثل جزءا من هجوم واسع النطاق ومنهجي على السكان المدنيين."