• ×
السبت 27 أبريل 2024

لماذا يقلق "ربيع العرب" إسرائيل؟

لماذا يقلق "ربيع العرب" إسرائيل؟
بواسطة admin 04-12-2011 06:16 مساءً 1.1K زيارات
 يهيمن القلق من ثورات "ربيع العرب" على الأجواء في إسرائيل، واتضح ذلك في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في الآونة الأخيرة، حسب ما جاء في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

فوفقا لأحد استطلاعات الرأي، يعتقد 56% من الإسرائيليين بأن الأحداث الراهنة في العالم العربي ستكون "سيئة بالنسبة لإسرائيل"، مقابل نصف تلك النسبة ترى أنها مفيدة.

وتقول فايننشال تايمز إن أحد مصادر قلق المسؤولين في إسرائيل هو الهوية الحقيقية ونوايا جماعات المعارضة العربية، وإن هذا القلق يشترك فيه الغرب ولكن كفته ترجح في إسرائيل.

وهذا ما يوضحه شلومو أفنيري -وهو أستاذ العلوم السياسية والمدير العام السابق بوزارة الخارجية- حين قال إن "جدول الأعمال في إسرائيل يختلف عنه في أوروبا وأميركا".

ويضيف "إذا كنت تعيش في أوروبا وقد تحولت مصر إلى فوضى فهذا سيئ جدا، أما هنا فليس فقط سيئا جدا، بل هو تغيير حياة.. لقد كان لدينا سلام مع مصر على مدى ثلاثين عاما، أما اليوم فلا نعرف".

وتتعزز مخاوف إسرائيل مع تصاعد العنف الأخير بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة وإسرائيل، لا سيما أن الإسرائيليين يخشون الانجرار إلى حرب شاملة.

"
نشوب حرب أخرى في غزة من شأنه أن لا يؤجج سخطا إقليميا وحسب، بل يمنح الأنظمة العربية هدفا مفيدا لتجنب الاحتجاجات المحلية
"

مخاوف من حرب
وتقول الصحيفة إن نشوب حرب أخرى في غزة من شأنه أن لا يؤجج سخطا إقليميا وحسب، بل يمنح الأنظمة العربية هدفا مفيدا لتجنب الاحتجاجات المحلية، مدللة على ذلك بدعوة الجامعة العربية إلى فرض حظر على الطيران في غزة لحماية المدنيين كما فعلت في ليبيا.

كما أن قلق الإسرائيليين لا يعني المستقبل وحسب، بل يعني تفسيرهم للحاضر، فرغم أن الإسرائيليين يقرون بأن الاحتجاجات تسعى لتغيير أنظمة مستبدة، فإن العديد منهم يعتقدون بأنها تجري في سياق صراع على نطاق أوسع بين "المعتدلين" الموالين للغرب وقوى الإسلام السياسي "الراديكالية".

فالمسؤولون يخشون أن الانفتاح الديمقراطي وخاصة في مصر- قد يستغل من قبل جماعات مناهضة لإسرائيل مثل الإخوان المسلمين.

ويشعر المسؤولون بالقلق أيضا من أن تستخدم إيران فترة الاحتجاجات لتعزيز موطئ قدمها في المنطقة، والمضي قدما في برنامجها النووي في ظل تركيز الاهتمام الدولي على أجزاء أخرى في الشرق الأوسط.

وتقول الصحيفة إن ثمة مصدرا آخر للقلق في إسرائيل وهو إدراكها بأنه ليس في وسعها أن تفعل شيئا حيال مجريات الأحداث في "ربيع العرب".

فالمسؤولون يدركون تماما أن إسرائيل تبقى هدفا سياسيا واضحا في المنطقة، وهذا يعني أن أي إعلان تأييد منها لصالح جماعة أو جهة معينة في المنطقة سيأتي بالتأكيد بنتائج سلبية، حسب تعبير فايننشال تايمز.