• ×
الأحد 19 مايو 2024

آمنة منى.. اختارت الإبعاد للأردن على غزة

آمنة منى.. اختارت الإبعاد للأردن على غزة
بواسطة admin 10-19-2011 12:08 مساءً 834 زيارات
 لم يكره الإسرائيليون أسيرة فلسطينية بقدر ما كرهوا «آمنة منى» التي أطلق سراحها أمس، مع 26 أسيرة فلسطينية أخرى ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس. وبرغم أنها لم تكن أكثر من قتل إسرائيليين، بين الأسيرات الأخريات، فإن استدراجها فتى إسرائيليا من تل أبيب إلى رام الله وقتله هناك، جعلها مكروهة إلى حد وصفها بـ«الشيطان». وكادت منى، في لحظات، أمس، أن تعرقل صفقة الأسرى، وأخرت فعلا إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بعدما رفضت وصديقتها مريم الترابين التوجه إلى قطاع غزة مع أسيرات أخريات، وهو ما أربك الفلسطينيين والإسرائيليين والمصريين معا، قبل أن توافق إسرائيل على إبعادها للخارج، وتوافق مصر على إدخالها أراضيها لحين إبعادها إلى إحدى الدول يرجح أنها الأردن.

ولم يعرف تحديدا سبب رفض منى التي تنتمي إلى فتح، دخول غزة، وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إنها كانت تخشى «المنفى» هناك، وعدم السماح لها بالمغادرة أو لأهلها بالدخول، كونهم من حملة الهوية الزرقاء. وقال الباحث في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، إن إسرائيل أصرت على إبعادها من القدس إلى قطاع غزة لمعاقبتها والانتقام منها ومن والدتها وعائلتها الذين سيحرمون من رؤيتها.

غير أن مصادر في الجيش الإسرائيلي، أرجعت الأمر إلى ما قالت إنه «خشية منى من انتقام بعض أسر الأسيرات من قطاع غزة، بسبب قيامها بسوء معاملة أسيرات أخريات في السجون الإسرائيلية التي قضت فيها أكثر من 10 سنوات».

وكانت منى متحكمة إلى حد كبير بسجن النساء، كونها عميدة الأسيرات، وتحمل شخصية قوية. وفي الأيام القليلة الماضية، أفردت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساحة واسعة لمنى، ووصفتها القناة الثانية بـ«الشيطان» الذي يتأهب للخروج من زنزانته. وقالت اختصاصية علم الجريمة عنات باركو، وكانت متخصصة بمتابعة الأسيرات الأمنيات، والتقت منى: «لقد كانت تتصرف بقسوة شديدة مع الأسيرات اللاتي يشاركنها الزنزانة في حال لم يطعنها.. وحسابها قد يكون عسيرا عندما تتحرر من السجن فيما لو تم إبعادها إلى غزة». ولم تعقب حماس على موقف منى، غير أن عدم الرضا عن قرارها، ظهر في تصريح لوزير الأسرى في الحكومة المقالة عطا الله أبو السبح، قال فيه «كنا سنستقبلها على رؤوسنا، ولكن هي اختارت عدم دخول غزة».

ولدت قبل 33 عاما في بلدة بير نبالا شمال مدينة القدس المحتلة، وهناك أكملت دراستها الأساسية، ثم انتقلت إلى جامعة بيرزيت في مدينة رام الله، وفيها برزت كناشطة في الشبيبة الطلابية التابعة لحركة فتح. وواصلت نشاطها بعد إنهائها الجامعة، واتفقت مع أحد رفاقها في الحركة على استدراج فتى كان على علاقة معها عبر الإنترنت بصفتها صحافية يهودية من المغرب.

في يناير (كانون الثاني) 2001 تمكنت من استدراج الفتى الإسرائيلي أوفير راحوم من تل أبيب إلى القدس ومن ثم إلى مدينة رام الله، وهناك في منطقة تخضع للسلطة الفلسطينية جاء اثنان من رفاقهما وقتلاه. بعد أيام اعتقلت منى من منزل ذويها في بير نبالا، وخضعت لتحقيق قاس استمر 3 شهور. وحكم عليها بالمؤبد وتعرضت للعزل في زنازين مختلفة في عدة سجون.

رفضت إسرائيل إطلاق سراحها ضمن صفقات سابقة مع السلطة، كما رفضت في البداية إدراجها ضمن قائمة الأسرى المنوي الإفراج عنهم في هذه الصفقة، لكنها وافقت أخيرا شريطة إبعادها إلى غزة، لكن منى رفضت وأبعدت إلى الخارج.