• ×
الخميس 25 أبريل 2024

الجيش السوري يجتاح حماه ومعرة النعمان

الجيش السوري يجتاح حماه ومعرة النعمان
بواسطة admin 07-04-2011 11:10 مساءً 1.2K زيارات
 لم تخب توقعات أهالي حماه بأن يكون إعفاء أحمد خالد عبد العزيز من مهمته محافظا لحماه، مؤشرا على تصعيد النظام السوري وتغليب الحل الأمني، فبعد ساعات قليلة من إقالة المحافظ وصلت الدبابات إلى مشارف المدينة، أول من أمس، إلا أن تلك الدبابات توجهت إلى جبل الزاوية (شمال غربي البلاد)، بينما دخلت المدينة نحو ثلاثين حافلة تقل رجال أمن صباح يوم أمس، وتم شن حملة اعتقالات واسعة ومداهمات للبيوت، مع إطلاق نار عشوائي في بعض الأحياء على المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع للتكبير احتجاجا على القمع، وأسفرت عن إصابة نحو 15 شخصا بينهم إصابة خطيرة بالصدر في منطقة كرم الحوراني، كما سقط شهيدان، الأول نصر الشامي في شارع المرابط، حيث تم فتح النار من قبل الأمن على المتظاهرين وأصيب حوله 20 متظاهرا. والشهيد الآخر الطفل عرم خلوف عمره 12 سنة، من حي كازو وقد تم خطفه من قبل أجهزة الأمن من بين أهله لكي لا يتم تشييعه وأهالي الحي في حالة استنفار، بحسب ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» التي قالت إن المحتجين قاموا بقطع بعض الطرق في وسط المدينة وأشعلوا إطارات وحاويات القمامة لمنع دخول قوات الأمن إلى بعض الأحياء. وقالت مصادر محلية إن تلك الإجراءات أفلحت في منع دخول «الشبيحة والأمن» إلى بعض الأحياء، إلا أنهم وبعد عدة ساعات من المداهمة انسحبوا من الأحياء وتمركزوا عند فرع الحزب. وقال ناشط من حماه إن «التصعيد كان متوقعا» بعد إقالة محافظ حماه، الذي أظهر تسامحا مع المتظاهرين وسمح لهم بالخروج إلى الشارع مع التعهد بعدم التعرض لهم من قبل قوات الأمن. إلا أن احتشاد أكثر من نصف مليون متظاهر من مدينة حماه وريفها في ساحة العاصي في أكبر مظاهرة تشهدها البلاد يوم جمعة (ارحل) - أثار حفيظة النظام. وبعد خمسة أسابيع من كف يد الأمن عن المدينة استجابة لتوجهات المحافظ نحو البحث عن حل سياسي والتفاوض مع المحتجين - قام الرئيس الأسد باستبعاد المحافظ، وعاد الأمن بقوة لفرض حلوله القمعية على الأرض. ومع أن مرسوم إعفاء المحافظ لم يأت على ذكر الأسباب، إلا أن مصادر إعلامية مقربة من النظام أعادت ذلك «لسوء إدارة» المحافظ للمدينة، وعدم توافر الخدمات، وبسبب «عدم ضبطه الاحتجاج»، الذي وصل حد إعلان مئات الآلاف المحتجين أنهم في حماه اسقطوا النظام، حيث رددت هتافات «يا أهالي الشام نحن في حماه أسقطنا النظام» كما أنهم «قاموا بقمع مسيرة تأييد للنظام، وذلك بعد أن طلبوا من المحافظ ألا يسمح بخروج هكذا مسيرة في حماه، ولما لم يستجب، قاموا بقمع المسيرة التي نظمها وحماها رجال الأمن»، كل تلك الأسباب دفعت النظام للعودة إلى تشديد القبضة الأمنية والضرب بيد من حديد، بعدما تحولت مدينة حماه إلى مكان للتظاهر يفد إليه المحتجون من مناطق ومدن عدة، وقالت المصادر الإعلامية إن النظام «سيعتمد الحل الأمني لفترة محددة لتعود بعدها إلى التفاوض مع وجهاء المدينة لتهدئة الأوضاع».

ومهد النظام لحملته على حماه بزيارة قام بها وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد واجتماعه مع خطباء وأئمة المساجد في المدينة، حيث دعاهم إلى «عدم السماح باستغلال المساجد لأغراض غير دينية تخل بالأمن العام»، مبينا أن مهمة علماء الدين هي «إرضاء اللـه وليس إرضاء فئة أو مجموعة من الناس»، وحثهم على ممارسة دورهم في دعوة الناس إلى «الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار سوريا»، وقال لهم، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، إن الإصلاح لا يمكن «أن يأتي عبر التحريض والتظاهر وإنما من خلال الحكمة والموعظة الحسنة»، مؤكدا أن «أبواب الحوار مفتوحة وأن برنامج الإصلاح قد بدأ تطبيقه»، وشدد على ضرورة أن «يوفر خطباء المساجد والمصلون الأجواء المناسبة لاستمرار ذلك لتحقيق أهدافه». وكشف وزير الأوقاف عن إطلاق قناة فضائية سورية دينية باسم «نور الشام» ستنقل خطب الجمعة والصلوات اليومية.

من جانبه، رأت مصادر محلية في مدينة حماه زيارة وزير الأوقاف إلى المدينة «دليلا جديدا» يؤكد أن النظام لا يريد الاعتراف بوجود مشكلة ولا يريد «الاعتراف بأن الشعب يريد إسقاطه»، ووصفت المصادر إطلاق النظام قناة دينية بأنها «رشوة» للمتدينين في الشارع السوري، لكنها رشوة لن تؤدي إلى شيء، لأن من يحتج في الشارع ليس فقط المتدينون وليس بين مطالبهم نقل خطب الجمعة عبر التلفزيون وإنما مطالبهم «الحصول على الحرية» و«إسقاط النظام والفساد»، ولفتت المصادر إلى أن الغاية من زيارة وزير الأوقاف إلى حماه هو التأثير على رجال الدين في المدينة لمنع تظاهر الناس في شهر رمضان، إذ من المتوقع أن يكون شهرا ساخنا، ففي كل يوم هناك تجمعات ضخمة في الجوامع والمساجد بعد صلاة التراويح، أي «سيكون كل يوم في شهر رمضان هو يوم (جمعة)».