• ×
الخميس 25 أبريل 2024

طلاب غزة يصلون مدارسهم بمراكب الصيد

طلاب غزة يصلون مدارسهم بمراكب الصيد
بواسطة admin 12-24-2013 07:16 مساءً 943 زيارات
 تقف رزان اليازجي ابنة السبع سنوات على خشبة وضعت أمام باب منزلها الكائن في شارع النفق وسط مدينة غزة، ترتدي ملابسها الشتوية الدافئة، وبيدها لأبي محمد الجوجو صاحب أحد القوارب الصغيرة التي تعمل بشكل متواصل على نقل المواطنين إلى مدارسهم وأماكن عملهم.
همتها ورغبتها في الوصول مبكراً لمدرستها دفعاها لأن تعاتب أبا محمد الذي تأخر قليلاً عنها، قائلة له ببراءة بالغة "ليش هيك تأخرت، جرس المدرسة ضايله خمس دقايق، كيف بدي أوصل للمدرسة؟!"
رزان ليست الوحيدة التي تثير هذا التساؤلات، فعشرات الطلاب ممن غمرت مياه الأمطار الصرف الصحي منازلهم، على إثر المنخفض الجوي الذي طال مناطق عدة في قطاع غزة، يجاهدون يومياً من أجل الوصول إلى مدارسهم.
وكانت مياه الأمطار قد أغرقت مئات المنازل بحي المنارة وشارع النفق، ما أدى إلى تضرر نحو 7000أسرة، نقل حوالي 4000 منهم، لـ 19 مركز إيواء، فيما آثر آخرون البقاء في منازلهم المحاصرة بالمياه، لكن ذلك لم يثنِهم على مواصلة حياتهم الاعتيادية.
ومنذ بدء المنخفض وغمر المنازل بالمياه، يعتمد المواطنون على قوارب صغيره للخروج من وإلى منازلهم، وذلك بمساعدة طواقم الإنقاذ والدفاع المدني والمتطوعين من الصيادين.
ويصف فادى خلف(15عاماً) شعوره وهو يعتلي أحد القوارب قائلاً لـ"الرأي": "نحاول قدر الإمكان أن نتعاون مع المتطوعين. نستيقظ مبكراً لنأخذ درواً على القارب. هذا ما بوسعنا أن نفعله".
وتابع: "القارب صغير، والمواطنون الذين يرغبون في مغادرة منازلهم كثر، علاوة على قلة عدد المراكب، ونحن ندرك الصعوبة التي تواجه فرق الإنقاذ بسبب قلة الإمكانيات"
ويؤكد الطلبة أن استثنائية الظروف التي يحياها قطاع غزة، جعلت من السهل عليهم التأقلم مع الكوارث بأنواعها على حد وصفهم.
وأوضحوا أن غمر المياه بالمنازل وتشرد عائلاتهم لم يثنِهم عن مواصلة تعليمهم، فمنازلهم قصفت وهدمت في مرات عدة لكن ذلك لم يؤثر على عزمهم كما يقولون.
وتعبّر الطالبة ريما غبن (11عاماً) عن شعورها عندما وصلت المياه لمنزلها قائلة: "أُصبت بالصدمة الشديدة. بيتي وكتبي وملابسي جميعها غرقت. أصابني الخوف عندما رأيت سيارات الإسعاف والدفاع المدني وصراخ الناس".
وأضافت لـ "الرأي":" كانت حالة عابرة، تمكنت بحمد الله من تجاوزها، وها أنا اليوم أذهب لمدرستي. المدرسة بكافة طواقهما ساعدتنا على مواصلة مسيرة التعليم. وفروا لنا الكتب كبديل عن تلك التي جرفتها المياه".
توفيق الجوجو سائق إحدى المراكب من بلدية غزة يقول: "نقوم بحمل الناس إلى بيوتهم أو إلى أعمالهم. نعمل في الليل والنهار، وننقل الطلبة إلى مدارسهم بكل أمان".
وأكد أن العمل يجري على مدار الساعة لإنقاذ ومساعدة السكان، وأن ما لفت انتباهه هو إصرار الطلبة على الذهاب إلى مدارسهم بواسطة المراكب.
صفاء عاشور مديرة مدرسة أسماء بنت أبي بكر الأساسية قالت لـ"الرأي: "إن 77 طالباً وطالبة من مدرستها تضرروا نتيجة المنخفض، لكنهم لم يتغيبوا سوى يومين فقط، وجميعهم الآن يحضر"، متمنيةً أن تنتهي أزمة هؤلاء في أقرب وقت.
وأضافت: "وفرنا لهم تبرعات وأحذية وحقائب وكتب، إضافة إلى الدعم النفسي، كما أن هناك تواصلاً مستمراً مع أولياء الأمور".
وكانت وزارة التربية والتعليم قد علقت الدراسة في كافة مدارس القطاع، خلال فترة المنخفض، وأعلنت عن استئنافها لاحقاً، كما وفرت للطلبة كافة الإمكانات اللازمة لمواصلة المسيرة التعليمية.