• ×
الجمعة 29 مارس 2024

موسكو تعرقل صدور إعلان عن مجلس الأمن يندد بمجزرة الحولة

مجلس الأمن يبحث مجزرة الحولة

مجلس الأمن يبحث مجزرة الحولة
بواسطة admin 05-27-2012 11:12 مساءً 740 زيارات
سيريا نيوز قالت مصادر دبلوماسية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، يوم الأحد، إن "روسيا عرقلت الأحد صدور إعلان عن مجلس الأمن يدين المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة بحمص، وطالبت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن قبل صدور إعلان من هذا النوع".



وكانت فرنسا وبريطانيا وزعت، اليوم، مشروع إعلان في مجلس الأمن تطالب فيه الحكومة السورية بـ "الوقف الفوري لاستخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية وسحب قطع الجيش من هذه المناطق وحولها"، متهمة إياها "بخرق" قرارات مجلس الأمن حول سورية.

كما تضمن المشروع الفرنسي، بحسب تقارير إعلامية، "إدانة للجيش السوري لقيامه بإطلاق النار على الأحياء السكنية، والذي تسبب بمقتل العشرات من الرجال والنساء والأطفال وجرح المئات في الحولة بأطراف حمص".

وأضافت المصادر نفسها، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن "هذا الاجتماع الطارئ قد يعقد اليوم الأحد".

وذكرت المصادر أن "روسيا طالبت بتمكين رئيس بعثة المراقبين في سوريا الجنرال روبرت مود من الكلام أمام مجلس الأمن لشرح ما حصل قبل صدور الإعلان".

وشهدت منطقة الحولة بريف حمص في وقت متأخر من مساء الجمعة أحداث عنف أدت إلى "مجزرة" تسببت في سقوط أكثر من 90 شخصا نتيجة لقصف طال البلدة، فيما تواردت أنباء عن حركة نزوح جماعي من المنطقة الحولة التي وصلها المراقبون صبيحة السبت لتدوين ما جرى فيها.

وتبادلت كل من المعارضة السورية والسلطة الاتهامات حول ارتكاب هذه المجزرة، التي أدينت بشكل واسع.

ويجب أن تحظى بيانات مجلس الأمن الرئاسية أو الصحافية بتوافق الآراء لصدورها، فيما يكتفى بأغلبية تسعة أصوات من أصل 15 في مجلس الأمن لصدور قرار ملزم، شريطة ألا تعترض عليه إحدى الدول الدائمة العضوية، مستخدمة حق النقض "الفيتو".

وسبق أن صدر قرارين من مجلس الأمن حول بعثة المراقبة الدولية إلى سورية بإجماع الأعضاء، إضافة إلى بيانات رئاسية سابقة، إلا أن المجلس شهد إسقاط مشروع قرارين حول الأحداث في سورية بعدما استخدمت كل من روسيا والصين حق الفيتو.

وتتهم السلطات السورية جماعات مسلحة وممولة من الخارج بتنفيذ اعتداءات بحق المواطنين, فضلا عن عمليات تخريبية, هدفها زعزعة امن واستقرار الوطن, في حين تتهم المعارضة السورية ومنظمات حقوقية السلطات بارتكاب عمليات "القمع والعنف" بحق المدنيين في البلاد.

وتشهد عدة مدن سورية منذ أكثر من 14 شهرا تظاهرات، مناهضة للسلطات، ترافقت بسقوط شهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن, تقول الأمم المتحدة إن عدد الضحايا وصل إلى 9000 شخصا, فيما قالت مصادر رسمية سورية أن عدد الضحايا تجاوز 6 آلاف بينهم أكثر من 2500 من الجيش والأمن، وتحمل "جماعات مسلحة" مسؤولية ذلك.

عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الليلة بشأن مجزرة الحولة في حمص وسط سوريا. يأتي ذلك في ظل توالي التنديد الدولي الغاضب بالمذبحة ونفي السلطات في دمشق مسؤولية قواتها النظامية عنها. في غضون ذلك طالب رئيس المجلس الوطني السوري مجلس الأمن بالتدخل الفوري تحت البند السابع "لوقف المذابح، ودعا الشعب إلى خوض "معركة التحرير بقواه الذاتية".

ويستمع أعضاء مجلس الأمن إلى رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود ضمن جلسة مغلقة.
وقال مود للجزيرة إن فريقه المكوّن من ثلاثمائة مراقب غير مسلح، لن يكون قادراً على وقف العنف ومراقبة قرى سوريا ومدنها كافة، مشيرا إلى أن وقف العنف يقع على عاتق المعنيين باتخاذ هذا القرار.

وقال مراسل الجزيرة في نيويورك إن اعتراضات روسية أعاقت صدور بيان من مجلس الأمن يدين المجزرة ويعتبر أن الاستخدام غير المتناسب والعشوائي للقوة ضد السكان المدنيين يعد انتهاكا فاضحا وخطيرا للقانون الدولي ولقراري مجلس الأمن 2042 و2043، واتهمت موسكو من وصفته بالطرف الثالث.

ويؤكد مشروع البيان الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا ضرورة محاسبة المسؤولين عما جرى في الحولة، ويدعو في هذا الصدد مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيقات.

ويجدد دعوة الحكومة السورية إلى وقف العنف فورا وسحب قواتها وأسلحتها من المناطق السكنية وإعادتها إلى ثكناتها، ويجدد الدعوة أيضا لجميع الأطراف بوقف العنف.

كما يؤكد البيان دعم المجلس لمهمة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان لتنفيذ النقاط الست، ويكلفه بنقل إدانة واضحة إلى السلطات السورية.


غليون دعا الشعوب للضغط على حكوماتها لتقديم الدعم اللازم لمساعدة السوريين
دعوة أخيرة
في هذه الأثناء طالب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري تحت البند السابع "لوقف المذابح وحماية الشعب السوري".

وأهاب برهان غليون في كلمة تلاها في مؤتمر صحفي بإسطنبول بالشعب السوري الاستعداد لخوض معركة التحرير ذاتيا "فلم يعد هناك وقت نضيعه، وإذا فشل المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تحت البند السابع لن يكون هناك خيار آخر لشعبنا سوى تلبية نداء الواجب وخوض معركة التحرير والكرامة والحرية، معتمدا على قواه الذاتية وعلى ثواره وكتائب جيشه الحر".

واعتبر أن مذبحة الحولة وجهت ضربة كبيرة لمصداقية المجتمع الدولي، "الذي لا يزال عاجزا عن الوفاء بالتزاماته تجاه شعب يذبح أبناؤه كل يوم بالعشرات، وهو مستمر في تقديم المهل للنظام القاتل تحت اسم مبادرات سياسية لم تسفر حتى الآن إلا عن المزيد من الدماء والدمار".

وطالب غليون الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالتدخل الفوري لوقف المذابح وحماية الشعب السوري، كما ينص على ذلك بند حماية المدنيين في ميثاق الأمم المتحدة. كما ناشد تجمع أصدقاء سوريا بالكف عن إضاعة الوقت والعمل مع الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي للتدخل فورا "وإنقاذ الشعب السوري من نظام القتل المنظم والإبادة الجماعية".

ودعا الشعوب العربية وشعوب العالم أجمع إلى الضغط على حكوماتها لتقديم كل أشكال الدعم اللازم لمساعدة السوريين على "التخلص من هذا النظام المجرم".

توالي التنديد
ويأتي انعقاد مجلس الأمن وسط توالي التنديد الدولي الغاضب بمجزرة الحولة التي وقعت مساء الجمعة الماضية وأسفرت عن مقتل 109 مدنيين على الأقل معظمهم من الأطفال والنساء، فيما يعد من أسوأ المذابح التي وقعت خلال الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 14 شهرا ضد نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي أحدث التصريحات، قال البيت الأبيض اليوم إنه روعته أنباء يوثق في صحتها عن وقوع هجمات وحشية على نساء وأطفال في الحولة في سوريا. وقال متحدث باسم البيت الأبيض "هذه الأفعال تمثل صورة حقيرة لنظام غير مشروع يرد على الاحتجاجات السياسية السلمية بوحشية غير إنسانية لا توصف".


من جانبه دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الدول الأعضاء الأحد إلى إعادة النظر في موقفها من الأحداث في سوريا، منددا بـ"المجزرة الوحشية" في الحولة.

ودعا الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي ينتمي إليه الرئيس فرانسوا هولاند اليوم المجتمع الدولي للعمل من أجل "وقف المجزرة في سوريا"، كما نددت بالمحزرة كل من لندن وبرلين.

وفي السياق أيضا أدان حزب الله اللبناني بقوة ما وصفها بالمجزرة الفظيعة في منطقة الحولة بحمص وندد بشدة بالذين قاموا بها. وأكد في بيان أن الحوار والعملية السياسية السلمية هما السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السورية.

نفي دمشق
في مواجهة غضب دولي متزايد، نفت الحكومة السورية اليوم الأحد ارتكاب مذبحة في الحولة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحفيين في دمشق إن نساء وأطفالا ورجالا كبارا في السن قتلوا بالرصاص، متهما عشرات المسلحين بارتكاب هذه المجزرة.

وأوضح جهاد المقدسي أن الحكومة قامت بتشكيل لجنة "عسكرية عدلية" مهمتها التحقيق في مجريات مجزرة الحولة على أن تقدم هذه اللجنة نتائج تحقيقاتها خلال ثلاثة أيام.

ورأى أن "ما حدث بالحولة هجوم مخطط ومدبر بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الأمن وزيارة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان"، وقال إن "وزير الخارجية وليد المعلم تحدث مع السيد كوفي أنان الذي سيصل سوريا يوم غد الاثنين، ووضعناه بصورة ما جرى بالتفاصيل وصورة التحقيق الرسمي السوري الذي يجري حاليا".