• ×
السبت 20 أبريل 2024

نظام اختبار TIMSS ..السعي لتحسين مستوى التعليم

نظام اختبار TIMSS ..السعي لتحسين مستوى التعليم
بواسطة admin 01-30-2019 02:59 مساءً 351 زيارات
 نظام اختبار TIMSS ..السعي لتحسين مستوى التعليم

تعد المسابقة الدولية للعلوم والرياضيات التي تعرف رسميًا باسم «توجهات الدراسات الدولية في الرياضيات والعلوم» «Trends in International Math and Science Study» ويرمز لها اختصارًا ( TIMSS)، أحد المؤشرات العالمية للتعبير عن جودة التعليم (في مجالي العلوم والرياضيات) على مستوى العالم.
وتسعى غالب النظم التعليمية في دول العالم للمشاركة في هذه المسابقة إما بهدف إبراز قوة وجودة وتميّز النظام التعليمي فيها، أو بغرض الاستفادة والاحتكاك وتقييم النظام التعليمي وعملياته ومستوى أدائه، رغبة منها للحاق بركب الدول المتفوقة في هذا المجال.
الفكرة والنشأة
يعود تاريخ إجراء أول دراسة دولية في مادة الرياضيات لعام 1966م، وهي الدراسة التي عُرفت باسم (FIMS)، حيث تم تقويم أداء الطلاب أيضًا في مادة العلوم إلى جانب ست مواد أخرى في عامي 1970/1971م وشاركت في هذه المسابقة 13 دولة، وظلت كل من الرياضيات والعلوم، محل اهتمام وتركيز البحوث التربوية الكبرى، التي نُفذت في الأعوام 1980/1984م على التوالي.
وفي عام 1990م قرر الاجتماع العام للجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي القيام بتقويم أداء الطلاب في مادتي الرياضيات والعلوم معًا على نحو دوري كل أربع سنوات.
وشكّل ذلك القرار بداية الدراسات الدولية الموسعة لقياس اتجاهات أداء الطلاب، ليبدأ إجراء الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم المعروفة باسم (TIMSS) التي تم تنفيذها لأول مرة في عام 1995م. ثم تكرر إجراؤها بعد ذلك كل أربع سنوات، ويأتي هذا العام 2019 كوعد جديد لها. وتستهدف الدراسة الطلاب من الصفين الرابع والثامن الأساسيين في معظم الدول المشاركة أو ما يعادلهما وفق النظام المعمول به في كل دولة.
تشرف على الدراسة الدولية لتوجهات تعليم الرياضيات والعلوم (TIMSS) «الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي» The International Association for the Evaluation of Educational Achievement التي تعرف اختصارًا بمنظمة (IEA)ومقرها في أمستردام بهولندا.
وتمثل هذه الدراسة التي مازالت تجرى كل أربع سنوات، معيارًا لتقييم تحصيل الطلاب في الرياضيات والعلوم، وفعالية تعليم هاتين المادتين في مدارس الدول المشاركة على مستوى العالم، حيث توفر هذه الدراسة معلومات وطنية وعالمية قياسية للدول المشاركة حول أداء سياساتها واستراتيجياتها ومؤسساتها المعنية بالتعليم الأساسي، وحول المناهج والتعليم والمدارس والمعلمين والطلاب، بحيث تمكّن من قياس مستويات الأداء في تعليم مادتي الرياضيات والعلوم واتجاهات التغير فيها ، باعتبار هاتين المادتين تمثلان الأساس في أي نظام تعليمي لبناء مجتمع متطور علميًا وتقنيًا.
أهدافها
تهدف الدراسة الدولية للعلوم والرياضيات (TIMSS) إلى تحقيق أهداف قصيرة المدى و بعيدة المدى، من أبرزها
- مقارنة تحصيل الطلاب في العلوم والرياضيات في أنظمة تربوية متباينة في خلفياتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية بهدف التعرف على مستوى التحصيل في تلك الأنظمة، وقياس مدى تأثيـر مجموعة من العوامل ذات العلاقة على مستوى التحصيل.
- التعرف إلى أهداف المناهج الدراسية في البيئات المختلفة، ومعرفة الإجراءات التي تقوم بها المؤسسات التربوية بهدف تحسين تحصيل الطلاب التربوي.
- قياس الجودة في تعليم الرياضيات والعلوم، من خلال قياس مدى فعالية تعليم هاتين المادتين في مدارس الدول المشاركة بهدف مساعدة هذه الدول على جراء الإصلاحات التربوية اللازمة والمبنية على التقييم الموضوعي والشمولي.
- توفير قواعد من البيانات الكمية والكيفية التي تساعد الأنظمة التربوية في رسم سياساتها وبناء خططها التعليمية المستقبلية.
- تعزيز وتقويم كفاءة أساليب تدريس الرياضيات والعلوم في الدول المشاركة.
- تقديم المساعدات الفنية لصياغة السياسات والاستراتيجيات، من أجل إصلاح الأنظمة التربوية الخاصة بكل دولة من الدول المشاركة في نهاية الدراسة.
- تطوير جهاز من التربويين والإداريين والباحثين المدربين وذوي الخبرة في النواحي التقويمية الأساسية من الدراسة مثل إعداد التقارير، وأصول سحب العينات وعمليات إدخال البيانات وتحليلها، وإكسابهم الخبرة في تقييم تأثير الإصلاحات والسياسات التربوية باستمرار.
محاور التشخيص:
تركز الدراسة الدولية ( TIMSS) على التشخيص الواقعي والموضوعي وفق أربعة محاور رئيسية تتعلق بعملية التعلم في كل نظام تعليمي وتشمل:
ـ الطالب وتحديد اختياراته وتوجهاته المستقبلية في التعليم.
ـ المناهج وعمليات تعلمها وتعليمها، والتفاعل بين المعلم والطالب.
ـ الدعم الذي تلقاه العملية التربوية من المجتمع والسلطة، والقيمة والنظرة التي يعلقها المجتمع على التربية.
ـ التنظيم المدرسي ومدى تأثيره في عملية التعليم.
معاييرها وأدواتها وخطوات تنفيذها
يعود نجاح الدراسة الدولية (TIMSS) إلى عدد من العوامل، من أهمها الإجراءات الصارمة والدقيقة في عمليات الاختيار، والتطبيق، والتدقيق في كل مرحلة من مراحل إجراء الدراسة التي تقوم على جهود مشتركة بين المراكز، والجهات البحثية في الدول المشاركة، التي تعد مسؤولة عن عمليات التدريب والتنفيذ والتنسيق واختيار العينات وتنفيذ خطوات المعالجة للبيانات وتحليلها، بالتعاون مع المركز الرئيسي للدراسة الدولية (مركز الاختبار والتقويم والسياسة التربوية الذي يعد محور الربط ونقطة الالتقاء وهو المركز الذي يقع مقره في جامعة بوسطن).
شروط المشاركة :
إن الدراسة الدولية (TIMSS) تعد في الوقت الحاضر، أحد أهم المحكات التي تتعرف الدول من خلالها على وضع طلابها في مادتي الرياضيات والعلوم، مقارنة بمعايير الإنجاز الدولية، وهو المؤشر الذي يقود إلى الكشف عن حالة النظام التعليمي في بعض جوانبه خاصة تلك المرتبطة بمعايير هذه الدراسة والمجالات التي تدور حولها.
وحتى تتمكن أي دولة في العالم من المشاركة في هذه الدراسة، لابد من توافر عدد من الشروط، التي وضعتها الجهة القائمة على هذه الدراسة وهي الجمعية الدولية لتقييم الإنجاز التربوي (IEA) وهذه الشروط تتعلق بطبيعة العينة التي ستطبق عليها أدوات الدراسة من حيث العمر والمرحلة الدراسية، فمثلاً في الدراسة الدولية الأولى عام 1995م حددت العينة المستهدفة للمستوى الأول من التعليم الثانوي (والذي يقابل المرحلة الإعدادية في العالم العربي) بجميع الطلاب الذين تتراوح متوسطات أعمارهم بين 13 سنة و13سنة و11 شهرًا عند منتصف العام الدراسي.
كما أن هناك شروطًا تتعلق بالتنظيم المدرسي، والمعلمين وخبراتهم السابقة، وآلية تطبيق أدوات الدراسة من اختبارات واستمارات متنوعة.
مجالات الدراسة ومصفوفة الاختبارات:
يشمل إطار عمل الدراسة خمسة مجالات أساسية هي( معايير المناهج، والمدرسة، والمعلمين وعملية إعدادهم، وأنشطة ومواصفات الصف الدراسي، والطلاب).
وتشتمل الدراسة على عدد من الأدوات لجمع البيانات منها أسئلة الاختيار المتعدد والأسئلة الكتابية وأسئلة الاختبارات البنائية التي يصحبها استبانات تعنى بجمع معلومات حول السياقات التربوية والاجتماعية والثقافية المؤثرة على عملية التحصيل العلمي ومن بينها استبانة المدرسة واستبانة معلمي الرياضيات والعلوم، واستبانة الطالب.
ولضمان تحقيق أعلى قدر من الجودة والدقة في عملية الاختبار ينبغي أن تتطابق جميع إجراءات الاختبار مع المعايير الموضوعة لذلك، ويتم إجراء الاختبار في العلوم والرياضيات في نفس الوقت في كل الدول المشاركة وذلك تحقيقاً للعدالة والموضوعية.
كما يتم في الدراسة تحديد مسبق للمجالات (الموضوعات) الدراسية التي سيتم قياس أداء الطلاب فيها، سواء في الرياضيات أو في العلوم، ويتم في كل اختبار ودراسة جديدة تغيير هذه الموضوعات لتشمل مجالات وموضوعات جديدة متعلقة بالرياضيات والعلوم، كما يتم التأكيد في كل دراسة على مجالات معرفية يتم قياسها مثل معرفة الحقائق واستيعاب المفاهيم والاستدلال والتحليل وحل المسائل.
ويسير إجراء الدراسة كل أربع سنوات وفق إجراءات، وخطوات تنظيمية دقيقة، يجب على كل دولة مشاركة مراعاتها تتمثل هذه الإجراءات في:
-ـ إعداد الإطار العملي لعملية التقويم.
ـ إعداد الصورة التجريبية لأدوات الدراسة باللغة الإنجليزية بمشاركة المنسقين من الدول المشاركة.
ـ ترجمة الأدوات ومواءمتها للغات البلدان المشاركة.
ـ مراجعة الترجمة وتعديلها وفق الخصوصية الثقافية لكل بلد.
ـ تجريب الصورة الأولية لأدوات الدراسة، وتحليلها للتأكد من خصائصها.
ـ إعداد الأدوات في صورتها النهائية بناء على نتائج التجريب، والتحقق من الترجمة وإعداد كراسات الاختبارات.
ـ إعداد الأدلة (التصحيح، التطبيق، التنسيق، الضبط والجودة، إدخال البيانات وتحليلها).
ـ تنفيذ المسح الرئيسي للدراسة.
ـ تصحيح الاختبارات وإدخال البيانات ذات العلاقة.
ـ إرسال النسخة الوطنية من البيانات لمركز معالجة البيانات الرئيسي.
ـ إعداد التقارير الدولية ومراجعتها وإقرارها (تقرير الرياضيات، تقرير العلوم التقرير الفني).
ـ إعلان النتائج النهائية للدراسة.
المشاركة العربية في الدراسة الدولية (TIMSS)
تم تطبيق الدراسة الأولى من «TIMSS» في عام 1995م، وبمشاركة دولة عربية واحدة هي الكويت ، وفي عام 2003، تم تنفيذ دراسة «التوجهات الدولية في الرياضيات والعلوم 2003» وبمشاركة عشر دول عربية، قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) تمويلاً لخمس منها وهي: مصر، ولبنان، واليمن، وفلسطين، وسوريا؛ في حين شاركت كل من تونس، والمغرب، والأردن بمنح من البنك الدولي، وشاركت كل من السعودية، والبحرين بتمويل خاص منها. وبلغ عدد الدول المشاركة 46 دولة من مختلف القارات.
وقد حلت الدول العربية المشاركة في هذه الدراسة في نسختها الثالثة، في مراتب متأخرة، وحلت السعودية في المرتبة (41) دوليًا والمرتبة السابعة عربيًا بمجموع علامات بلغ (398).
و كشفت نتائج المشاركة في هذه الدورة (TIMSS 2003) الذي شارك فيه 9 دول منها المملكة العربية السعودية، أن المتوسط العربي لمستوى الأداء في الرياضيات بلغ 393 علامة مقارنة بالمتوسط الدولي الذي بلغ 467 علامة. وفي العلوم بلغ 419 مقارنة بالمتوسط الدولي الذي بلغ 474 علامة، وقد عكس هذا المؤشر تدني المتوسط العربي العام في الرياضيات والعلوم. كما بينت النتائج تقارب أداء الذكور مع الإناث مع أفضلية للإناث. كما كانت نسبة وصول الطلاب العرب إلى مستوى الأداء المتقدم نسبة متدنية جدًا لم تبلغ (1%) في الرياضيات في حين بلغت (1%) في العلوم، كما أن (45%) و(41%) من الطلاب لم يبلغوا مستوى الأداء المنخفض الذي يمثل الحد الأدنى المقبول في الرياضيات والعلوم على التوالي.
مشاركة عربية وطموح متصاعد:
ونتج عن مشاركة الدول العربية في الدراسة الدولية ( TIMSS)
ـ ارتفاع نسبة المشاركة العربية بشكل تصاعدي، ففي حين اقتصرت المشاركة في الدراسة الأولى على دولة واحدة هي الكويت، ارتفعت في الدراسات اللاحقة إلى خمسة عشر بلدًا عربيًا، وهو الأمر الذي يعكس رغبة التطوير والإصلاح لتعليم الرياضيات والعلوم، والجوانب التربوية الأخرى المتعلقة بها.
ـ مستوى الجودة في تعليم العلوم والرياضيات في البلدان العربية المشاركة في هذه الدراسة بشكل عام مازال متدنيًا، ودون المستوى المأمول، حيث كان المتوسط العربي على العموم أقل من المتوسط الدولي، سواء في العلوم أو الرياضيات، ويدلل على ذلك المراتب المتأخرة التي حصلت عليها الدول المشاركة.
وبالرغم من هذه النتائج المتدنية التي لا ترقى لطموح أي مواطن أو مسؤول عربي، فإن المشاركة في هذه الدراسة تظل نقطة إيجابية، وتوجهًا صحيحًا في طريق الإصلاح والتطوير لتعليم الرياضيات والعلوم في العالم العربي،
ماذا ينقص المشاركة العربية :
يتوجب لتفعيل المشاركة العربية في الدراسة الدولية تنفيذ عددًا من الإجراءات والخطوات التي يجب اتباعها حتى تؤتي المشاركة في هذه الدراسة (المسابقة) ثمارها ومن تلك الخطوات:
- الشفافية في التعامل مع واقعنا التربوي والتعليمي، والاستفادة من نتائج هذه الدراسة، في تشخيص هذا الواقع الذي يصح وصفه «بالمريض»، والبدء في وضع خطة شاملة لعلاج جوانب الخلل والقصور.
- إنشاء مراكز متخصصة في البحوث والقياس والتقويم، في كل دولة عربية، وتفعيل دورها، من خلال تقديم الدعم اللازم لها، والبدء في بناء أدوات تقويم دقيقة، قادرة على قياس جوانب التعلم لدى الطلاب بكل دقة وموضوعية.
- إجراء الدراسات والبحوث الجدية، على مستوى كل دولة عربية، لتشخيص نقاط الضعف الذي كشفت عنه الدراسة الدولية، سواء ما يتعلق منها بمناهج العلوم والرياضيات، أو استراتيجيات تعليمها وتعلمها، أو المعلمين، أو الطلاب والبيئة التعليمية، التي تنفذ فيها عمليات التعليم، أو البيئة الخارجية المحيطة.
- إنشاء مراكز خاصة بتطوير المناهج (مناهج العلوم والرياضيات) وتزويدها بالإمكانات المادية والبشرية التي تمكنها من أداء دورها على الوجه المطلوب.
- الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في مجال تعليم العلوم والرياضيات خاصة الدول التي حققت مراتب متقدمة في الدراسة الدولية مثل سنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبية وماليزيا وهونج كونج.
- البدء في تنفيذ عدد من الإجراءات المتعلقة بعملية الإعداد والتهيؤ للمشاركة في المسابقة الدولية (TIMSS) ولعل مسابقة أولمبياد العلوم والرياضيات التي بدأ تنفيذها في عدد من الدول العربية مثل الأردن والسعودية، تعد مثالاً جيدًا على مثل تلك الإجراءات التي يجب توسيعها لتصبح على نطاق إقليمي.
وأشار تقرير أشرفت عليه شركة بيرسون، في تقريرها الذي ألقى الضوء على أفضل النظم التعليمية في العالم، مشيرة إلى تقدم دول شرق آسيا على بقية الدول في التعليم،
وأوضح التقرير أن نجاح هذه الدول يؤكد أهمية وجود أهداف واضحة لنظام التعليم وتعزيز ثقافة المسؤولية بين الأطراف المعنية في ذلك، كما يكشف كيف أن إكساب الطلبة مهارات متعددة في التعليم له علاقة بالتطور الحضاري، خصوصًا في المجال الاقتصادي، مشددًا على أن التعليم الفعال يتطلب بيئة داعمة له، ونطاقًا واسعًا من المهتمين، سواء من إدارة المؤسسة التعليمية والمعلمين وأولياء أمور الطلبة؛ الأمر الذي يؤدي إلى رفع مستوى دوافع الطلبة نحو التعليم بشكل فعال.
وطرح التقرير سبل الاستفادة القصوى من الاستثمار في تكنولوجيا التعليم، وهو يعمل على تقيم طرق التعليم الرقمي الإبداعية في أنظمة التعليم عبر العالم، ويصنّف التقرير تكنولوجيا التعليم ضمن ثلاثة معايير هي فعالية طرق التعليم، وقدرتها على إحداث تغيير جذري في نظام التعليم، ومدى سهولة الوصول واستخدام هذه التكنولوجيا من قِبل جميع الأطراف المسؤولة عن التعليم.
وأشار التقرير إلى استمرار ارتفاع عدد الدول الآسيوية بما فيها كوريا وسنغافورة وهونج كونج، التي تجمع بين أنظمة التعليم والثقافة الفعالة التي تعطي قيمة للجهد أكثر من المهارة الموروثة.
وكشف التقرير أن نجاح الدول الآسيوية تعليميًا يؤكد أهمية وجود أهداف واضحة لنظام التعليم وتعزيز ثقافة المسؤولية بين الأطراف المعنية في ذلك، لافتًا إلى أن الاعتقاد السائد في ثقافات شعوب آسيا أن المجهود هو الذي يحقق النتائج، وأنك لو حاولت أكثر وعملت بجد أكبر فستتمكن من إنجاز معايير أعلى.
من جهة أخرى، حذر التقرير من أنه حتى الدول التي سجلت أعلى أداء في تصنيف منحنى التعليم، مازالت تركز على الاستعداد للامتحانات، وبعيدة عن توفير التعليم الذي يضمن إعداد كل طالب لأن يكون مواطنًا واسع المعرفة بما يجري حوله وصالحًا للعمل في القرن الحادي والعشرين.
الثقافة الداعمة أهم من الإنفاق على التعليم:
وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن الإنفاق على التعليم عامل مهم، ولكنه ليس بنفس أهمية أن تكون هناك ثقافة داعمة للتعلم، موضحة أن الإنفاق على التعليم هو إجراء سهل، ولكن الإجراء الأصعب هو نظرة المجتمع للتعليم والتي يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا جدًا.
وأشارت الدراسة إلى أربع نقاط أساسية في تدريس الأطفال:
أولاها أن التعليم الجيد في الدول المتقدمة يكمن في استثمار مهارات الطلبة من المراحل الابتدائية.
والثانية أهمية استغلال المهارات من أجل المحافظة عليها وإلا فأنها ستفنى.
أما الثالثة فهي أن الدول يجب أن تأخذ عملية التدريس للطلبة بمسؤولية وجدية من أجل تعزيز المهارات خوفًا من أن تفقد.
والرابعة أن التكنولوجيا يجب أن تسهم بطريقة مفيدة في العملية التعليمية، ولكنها ليست الحل لكل شيء.
من جهة أخرى، شددت الدراسة على أهمية تعزيز المهارات بما يسهم في النمو الاقتصادي للبلد حيث تشير نتائج هذه الدراسات إلى أن معدل الوقت الذي يقضيه الطلبة في الفصول الدراسية وكفاءة العاملين في المجال التعليمي مرتبطان جدًا، وخصوصًا في العقدين الماضيين.
والأمر الأكثر إيجابية هو أن عدد الدول التي تشترك في نظام اختبار TIMSS وPISA في تزايد مما يعطي نوعًا من الشفافية والدقة في عمليات المقارنة الدولية وتشير الإحصاءات العالمية إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول المختلفة من أجل السعي لتحسين مستوى التعليم.