• ×
السبت 20 أبريل 2024

إلغاء حيادية الإنترنت .. نهاية الحرية أم حقبة رقابية ظلماء؟

بواسطة اكرم الحجي 05-13-2020 01:41 صباحاً 362 زيارات
لابد وأنك سمعت عن القرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ أيام عن إلغاء حيادية الأنترنت وعلى الأرجح لم تعير أي إهتمام للموضوع أو لربما لم تفهم ما المشكلة التي ستؤثر على العالم؟

صوتت لجنة الإتصالات الإتحادية في الولايات المتحدة لصالح إلغاء العمل بمفهوم حيادية الإنترنت بعد عامين فقط من الموافقة عليه في عهد الرئيس باراك أوباما، وبموجب هذا التصويت فإنه ستلغى القوانين التي كانت تمنع شركات الاتصالات ومزودي خدمات الإنترنت من تقييد حركة البيانات وحقن الإعلانات وتقديم خدمة تفضيلية.

لكن ما المقصود ب (حيادية الإنترنت)؟ تُعرف بإسم حياد الشبكة: (بالإنجليزية: Internet neutrality) وهو المبدأ القائل أن مزودي الإنترنت والحكومات يجب أن تُعامل جميع المستخدمين بشكل واحد دون أي تمييز بينهم على اختلافهم أو اختلاف المحتوى أو الموقع أو التطبيق أو منصّة أو الأدوات المستخدمة أو طريقة الإتصال.

مثال مبسط: على فرض أن شركة توتير وفيسبوك تملكان نفس سرعة الأنترنت التي تحصلان عليها من مزود الخدمة الخاص بالدولة (أمريكا) وانت كمستخدم عندما تريد تصفح حسابك في توتير أو فيس بوك لن تشعر بأي بطئ في تصفح الأخبار من تويتر أو فيسبوك لأن كلاهما يتمتعان بنفس السرعة التي يمنحها مزود خدمة الإنترنت، فلو قامت شركة فيس بوك في إتفاقية سرية من خلال دفع مبلغ مالي معين لمزود الخدمة بأن يقوم في خنق أو تخفيض سرعة الأنترنت بالنسبة لتويتر فإنك حتماً سوف تعاني من بطئ وسرعة الأتصال في تويتر وبالتالي سوف تفضل فيسبوك لسرعة عرضه واستجابته في التصفح وهذا حتماً سوف يحصل مع كل الشركات العالمية الكبيرة فقد تفضل المشاهدة من ال dailymotion عوضاً عن يوتيوب أو تفضل يوتيوب عوضاً عن أي منصات مشاهدة أخرى، وهذا بسبب عدم المساواة والحيادية بين الشركات الكبرى.

يمكنكم مشاهدة الفيديو المعد من موقع CNN بالعربية يشرح بشكل وافٍ عن هذا الأمر:
https://arabic.cnn.com/tech/2017/12/16/tech-161217-what-net-neutrality

حياد الأنترنت يتلخص في معاملة جميع أنواع حركة المرور على شبكة الأنترنت على مبدأ المساواة بحيث لايمكن لأي مزود أو شركة من شركات الأتصالات أن تحظر أو تقيد سرعات مواقع وتطبيقات معينة أو أن تفضل موقع أو تطبيق عن أخر، فمن ناحية الحصول على سرعة الأنترنت سوف يؤدي هذا القرار الى تحكم شركات الإتصالات في المواقع الإلكترونية المعروضة وفي التطبيقات والمحتوى الذي ترغب به وكما أن الشركات الصغيرة والناشئة سوف تخرج من المنافسة لأن الإنترنت لن يظل مفتوحاً ومتاحاً بحرية مما سيؤدي إلى تراجع الإبتكار والإبداع رغم أن القرار هو مسألة أمريكية إلا أنه سوف يؤئر بشكل أو بآخر على العالم والوطن العربي كله لأن امريكا تعتبر القلب النابض والمغذي الأول والرئيسي للإنترنت في العالم كما أن معظم سيرفرات الشركات الكبرى مثل فيسبوك وتوتير وإنستاغرام ولينكدإن وواتساب موجودة في أمريكا.

بلا شك إن إلغاء حيادية الإنترنت الذي قد تحكمه شركات فاسدة والتي سوف توثر على أحداث هذا العالم وعلى أخباره وتوجهاته وتسلط الأهتمام والتركيز على أي شئ معين أو تزرع الأفكار والمعتقدات وتشوه الحقائق بالنسبة لأطفال والشباب الذين هم على إحتكاك دائم مع الإنترنت.